الخميس، 8 مايو 2008

عتمة الليل والنهار



عَتْمَةُ الَّليْلِ، والنَّهار
من وحي لوحة 11 سبتمبر للفنان / أحمد حسين الغامدي



رؤية : مصطفى عراقي


أيُّها الشَّبحانِ الشَّاحبانِ المُترَنِّحانِ على صَناديقِِ الظُّنونِ المُتهالِكةِ
الغارقانِ في ضَباب هاجِمٍ منْ أوْهامِكما، وأوْهامنا!
المائلانِ على ضُلوعِ العالَم الذي يئنُّ ،
المُمِيلانِ الأرجاءَ
الخائفانِ من ظِلَّيْكُما ، وعُيون الأطفال!
المُخيفانِ وُجوهَ الدُّنْيا ، وعصافيرَ الروْضِ ، التي كانت تحنُّ لنجوم السماء!
العاثرانِ في دَهاليزِ الأرْضِ ، وسراديبِ الهواء!
***
هل أُسقطتما بهبة ريحٍ ناقمةٍ ؟
أم سقطتما في هُوَّةٍ سَحيقةٍ ما لها من قرارحفرتها النظراتُ الواجمةُ ، والعَبَراتُ السَّاجمة ..
في جُرُفٍ هارٍ ؟! فانهارت معكما أوراق الزيف ،
وبدتْ وُجوهُ الخوْفِ ،
وكشفتْ عنِ الأنيابِ المختبئةِ خلفَ شِفاهِ مُخضَّبةِ ... بدماء بريئة!
***
هل تبحثانِ في رِحلة الهُبوطِ عنْ حَقيبةِ الحقيقةِ السَّوْداءِ بينَ الأشْلاءِ ؟!
أمْ تُفتشانِ في الأنْقاضِ عنْ صفحاتِ شريعةِ الغاب؟!
***
أيُّها المُلْتفَّانِ بالعتمةِ في الليْلِ والنَّهار!
ما زالت ترمقكما من بين مُثارِ النقع، ونُثارِ الغبارِ .. كل عيْن
تطاردكما صيحات الرهبة، ونفثات اللعْنْ!
فَبُـوءَا بشرِّكما، وبشرِّ من يلوِّحُ بكما في عُيون المَدى..فزَّاعتينْ!
يُوقِظُ بهما شُواظا من نار أحقادٍ قديمةٍ ودُخَان!
ويبني من فُتاتكما على أفئدة الخمائل الجريحةِ :
محاكمَ تفتيشٍ ،
وسجونًا هاربةً منْ كهوف الظلام الكامنة،خلف قشرةٍ ،
كانتْ ... برَّاقة

ليست هناك تعليقات: